الأربعاء، 17 فبراير 2010

o رحلتي إلي بِـلاد الكَري o

في لحظة ونصف اللحظة قررنا الذهاب لإداء فريضة العمرة
في حينها كانت بالنسبة لي أنشودةً ثكلي أغنيها دوماً قائلةً
يا راحلين إلي مني بقيادي هيجتمــوا يوم الرحيل فؤادي
كانت الايام تعدو بسرعة.. وحلمنا بالرحيل واللقاء ينضب .
كانت السماء حينها ترسم تاريخاً لحياة جديدة في وقت صارت خطانا تثقل .
ويوم التفتنا نبحث عن أنفاسنا أخبرنا الفراغ أنّه كان جسداً بارداً
، مثلما أسرَّ لنا بأنَّ آخر كلمات كان يتفوّه بها أحبتي : " سنلتقي ! .. نحن واثقون سنلتقي ! لا محالة ! " .

بدون إي مقدمات أو مداخلات سأطير إلي حيث الليلة التي وصلت فيها مطار جدة الدولي .. !
بعد أن أنهكني السفر ووصلت لمرحلة فقدت فيها كل توازني الجسدي والفكري أنهكني التعب لدرجة الغثيان . متعبة هي الطريق لدرجة القرف
أعلم أنه عناء السفــر وخاصة أنني سأسافر للمرة الأولي
لاشك انني كنت أسمع عن المطار وأسمع عن الطائرة وعن السعودية وعن الحرم والكعبة والمدينة في الاحاديث والقصص وفي أحاديث العائدين من رحلة العمرة أو الحج وينهون حديثهم قائلين الله يطعمك إياها ...!
التواصل ، الكلام وكيفيّة التعبير عن أنفسنا ، شيء نبدأ تعلّمه في وقت مبكّر جدا من هذي الحياة، منذ نعومة أظفارنا ،والمفارقة في الأمر ، أننا كلّما كبرنا وأجدنا الكثير من المفردات ، تضاءلت قدرتنا تدريجيّا على إيجاد ما نقوله ،حتّى قدرتنا على طلب ما نريده حقّا.
في برهة من الزمن وفي بضعة أشهر كل هذا تجسد أمام عيني واقعآ ملومساً
فلم يعد بالنسبة لي مجرد حديثٍ يثير المشاعر ويسترق الفؤاد
كانت أحلامي كبيرة جدًا .. عنيدة جدًا .. مسكينة جدًا ،
وأمارس مع نفسي لعبة المراوغة كتلك التي تمارسها الأم من ابنها المدلل حينما يصرخُ راغبًا بشيءٍ وأنا كنت ألعب من نفسي هذه اللعبة علي أمل الوصول الي هواء جديد ووجـوه جديدة في أقرب طرفة عين ! ثم أعود إلي غزة أزلاً من جديد !


وصلت حيث أريد لي أن أصــل في رحلة الكري
جدة _ حي الصفا _ حيث تقطن عمتي وأولادها
لا أخفي علي نفسي أني خرجت من غزة وعلي كتفي وعيوني غبار الحسرة والقهر ممـن حولي فقلت في نفسي لعل وعسي يختلف علي الوضع هناك حيثُ بشــر لا أعرفهم ولا يعرفوني ..
( حياة جديدة )
دخلت بيت عمتي التي لم أرآها منذ طفولتي فلا أعرفها ولا تعرفني هناك بسام وأسامة وسامي وسامية لكل منهم قصة يرويها سأحاول جاهدة حصرها رغم مرارتها وضعف الحروف علي صياغتها .. !
أقلّب الوجوه المحيطة بي في محاولة لرسم بعضٍ من حكاياتهم كعادتي.
دخلت هناك إلي عالم جديد هاربة من هذا العالم الذي عانيتُ فيه كثيــرا لم أتخيل أبدا أن هناك عالم أسوأ من العالم الذي كنت فيه سأعايشه مرة أخري فالدنيا وبلا شك حقل من التجارب لكن لم أتخيل أن أكرر نفس التجربة مرة أخري فلم أعد أطيق الصبر في ذلك فإي قدر هذا الذي ينتظرنى

فـ/اللحظة الواحدة التي نقضيها بقرب من نحب تمثل لنا أهمية كبيرة تعادل أحيانا أيام وأشهروربما سنين عشناها وحياتنا فارغة ولحظة واحدة نقضيها في عمل ما نبغضه كافية لتولد في أنفسنا مشاعر الكُره والملل تتجه خُطانا بلا وعي أو إرادة لنجلس .. لحظــات ..
عند الركن البعيد في لحظة جنون أعتقده ُ كذلك .!
فالركن البعيد يمتاز بهدوئه وصفاء سريرته لكن هنا أختلف الزمان والمكان والشخوص
كان بالإمكان تفادي هذا الدخول لحظةَ تحايله على رصيفِ الأحلام ..
ما كان نفعاً القول : ينبغي .. وكانَ عليَّ .. ومن الضروري .. ولو أنَّ ؛ لأنَّ مرورَ تلك الأيام في بيت عمتي أحدثَ صعقةً مدوّية ، فلا ندري إنْ كانَ السببُ الرعدة القادمة _ أم هي الاقدار التي أحدثت هذا العطب في شرايين البطين الأيمن والأيســر
هذا بعثرات كانت تدور في وجداني وخاطري هناك
وللحديث بقية
وبقية الحديث هــي
بســام
فرتشفوني علي مهــل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق